عندما نتحدث عن الذاكرة ، لا نقصد فقط كل ما نتذكره ، بل كذلك قدرتنا على التذكر. وقد تعتقد أن الذاكرة المثلى هي قاعدة بيانات ضخمة تسجل بأمانة وتخزن بإحكام كل ما تعلمته وخبرته في حياتك . ولكن هذا في الحقيقة لن يكون مثالياً على الإطلاق .
فالذكريات لا تولد جميعها متساوية ؛ فبعضها يقصد منها أن تحفظ لوقت قصير ثم يُستغنى عنها . تخيل أنك تحمل في رأسك كل رقم هاتف طلبته ، أو وقت ومكان عرض سينمائي شاهدته . كل هذه الذكريات سوف تتراكم في ذهنك ، كالملابس القديمة التي تكدسها في الخزانة أو كالخردة التي تجمعها في الجراج ، وستجعل العثور على الأشياء التي تحتاجها أكثر مشقة .
أما الذكريات المهمة والقوية عاطفياً فإنه يتم تخزينها في المخ لمدة طويلة ، وهذه المعلومات تتأصل وتترسخ فتكون جزءاً منك ؛ إنها الصور والخبرات والمعرفة التي صارت سمات جوهرية لهويتك النفسية والاجتماعية . وتشمل ذكريات الحقائق والصور مثل أسماء أصدقائك المقربين ووجوه أحبابك . وتشمل كذلك الوسائل والمهارات مثل قيادة السيارة أو أرجحة مضرب الجولف ، والمعرفة المتخصصة التي تستخدمها في عملك . وعندما نبدأ في نسيان هذه الأشياء المهمة يبدأ معظم الناس في القلق . وعملية تعلم معلومات جديدة وتخزينها ثم استرجاعها تقتضي تفاعلاً معقداً لوظائف المخ . ويساعد فهم هذه العملية على أن تقدر لماذا تعمر بعض الذكريات ولماذا تخبو ذكريات أخرى . وتلعب أجزاء مختلفة من المخ دوراً فيما إذا كنت تتذكر شيئاً لأجل ٍقصير أو لأجلٍ طويل .
المرجع : دليل كلية طب هارفارد إلى الحصول على ذاكرة مثالية .
المؤلف : د.آرون بي.نلسون
منقول