Admin Admin
المساهمات : 79 تاريخ التسجيل : 26/04/2008 العمر : 37
| موضوع: رحمة القسوة الإثنين يونيو 09, 2008 9:07 am | |
| تعيش المرأة في رحابة حنان والديها وأسرتها حتى الزواج ، وبعاطفة صادقة تدرك أنها تنتمي عضويا
واجتماعيا وعاطفيا لبيت أهلها ولكن يصحب ذلك منذ سن التمييز ، شعور بالشوق مع القلق المنير للأمل
، بأنها ستنتقل إلى بيت آخر وحياة أخرى ، اسمها الحياة الزوجية . أيها الزوج الشفوق : أنت لها الحياة
الأخرى ، فكن لها الجنة المأمولة ، واصحبها في رغد جنتك حتى تصل معها إلى موعود الله الودود في جنة
الخلود . أخي الزوج : لقد تركت أنت أيضا صحبة والديك وأهلك ، وسيتركك أولادك ويستقلون بحياتهم ولا
يبقى معك صاحب ملازم لا يفارقك سوى الزوجة ، فإن سبقك بها الموت – بعد عمر مديد سعيد – انتظرتك
في الآخرة لصحبة الأبد ، و إن سبقت أنت لم يبك عليك مثلها ، جاء في سيرة خير الناس في أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم أن أهل المدينة خرجوا يستقبلون و يتسمّعون أخبار غزوة احد ، فقالوا لإحدى
النساء : احتسبي أباك ، فقالت : إنا لله و إنا إليه راجعون ، فقالوا : احتسبي أخاك ، احتسبي .... وكل
ذلك تسترجع رضي الله عنها حتى قالوا لها في الرابعة : احتسبي زوجك ، فَولَولت ، فقال رسول الله صلى
الله عليه و سلم عند ذلك : " إن زوج المرأة منها لبمكان " . أيها الفاضل : إنها تستظل بظل حمايتك و
رعايتك ، و تعتمد في معظم شئونها عليك ، و تشعر دائما بحاجتها لمساندتك و تستكين لك استكانة
الفرخ بين جناح الرحمة من أمه ، ومع ذلك فهي التي تحوّل أوقاتك مسرات ، و تبدّل همومك و تسليك ، و
أنت لو كنت ساذج السلوك معها ستجد نفسك عند استراحة النفس معها نائما في حجرها وواضعاً رأسك
على فخذها كما كنت تفعل مع أمك الحنون ، وبرغم استكانتها لك و استضعافها معك ، وانفرادها بحمايتك
لها من الآخرين و حبها لمظاهر القوة و الرجولة فيك تريد أن تأمن قوّتك عليها ، وألا يلحقها منك قسوة
القوة إن لم ترحمها ، إنها تحمل فطرة الطفلة و لا تزال ترغب في صحبة من يحميها ، و تحب فيك ببراءة ،
العيون الحلوة و القوة التي تهدّ الجبال . انظر رعاك الله كيف فهم العلماء عن الله قوله تعالى : " وللرجال
عليهن درجة " ، قال الإمام القرطبي : أي منزلة ، و مدرجة الطريق : قارعنه ، والأصل فيه الطّيّ ، يقال :
دَرَجوا ، أي طوَوا عمرهم ، ومنها الدرجة التي يرتقى عليها . و يقال : رجل بين الرّجلة أي القوة ، وهو
أرجل الرجلين أي أقواهما ، و فرس رجيل ، أي قوي ، ومنه الرّجْل لقوتها على المشي ، فزيادة درجة
الرجل بقوته و عقله و قدرته على الإنفاق و الجهاد . قال القرطبي أيضاً : قال ابن عباس : الدرجة إشارة
إلى حضّ الرجال على حسن العشرة ، و التوسع للنساء في المال و الخلُق ، أي أن الأفضل ينبغي أن
يتحامل على نفسه ، قال ابن عطية المفسر : و هذا قول حسن بارع ، انتهى كلام القرطبي رحمه الله و
قد قال الشاعر : أهين لهم نفسي لكي يكرموها و لن تكرم النفس التي لا تُهانُ وقـــــــال آخــــر : لا
ينقص الكامل من كماله ما جرّ من نفع إلى عياله وقال سيدنا عمر رضي الله عنه ينبغي للرجل أن يكون
في أهله مثل الصبيّ ، فإذا التمسوا ما عنده وُجِدَ رجلاً . | |
|