Admin Admin
المساهمات : 79 تاريخ التسجيل : 26/04/2008 العمر : 37
| موضوع: عملك القليل في المنزل كملح الطعام الإثنين يونيو 09, 2008 8:49 am | |
| هل على الزوجة خدمة أو لا؟ قال الإمام القرطبي : اختلف أصحاب مالك ، هل على الزوجة خدمة ام لا ؟؟
فقال البعض : ليس على الزوجة خدمة ، وذلك أن العقد يتناول الاستمتاع لا الخدمة ، والعقد به الاستمتاع
دون غيره ، فلا تطالب بأكثر منه ، ألا ترى إلى قوله تعالى : فان أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا. قالوا : وقد
جرى عرف المسلمين في بلدانهم في قديم الأمر وحديثه بما ذكرنا ، ألا ترى أن أزواج النبي صلى الله
عليه وسلم وأصحابه كانوا يتكلفون الطحين والخبيز والطبيخ وفرش الفراش وتقريب الطعام وأشباه ذلك ،
ولا نعلم امرأة امتنعت من ذلك ، ولا يسوغ لها الامتناع وكانوا يطالبوهن بذلك ، فلولا أنها مستحقه لما
طالبوهن . أخي الزوج : قد تقرأ مثل هذا وغيره من كلام سادتنا الفقهاء وهم يبحثون بحوثهم الفقهية
المجردة ، خاصة عند رفع خلاف أمام القاضي ، ونحن في حياتنا المتعارف عليها ، والعرف من الشرع ما لم
يحرم حلال أو يحلل حراما ، لا يليق بنا وضع الضوابط الفقهية حسب فهمنا . أقول ذلك لأمرين : الأول : انه
والحمد لله لا مشاكل ولا خلاف حول وجوب العشرة بالمعروف . الثاني : ان فهم البعض يقصر أحيانا في
فهم مراد الفقهاء . وخذ على ذلك مثلا واقعيا عجيبا : كنت سببا في زواج قريبة لي لشخص متدين ذي
خلق ، وسافر بها إلى بلد عربي وعاش معها هناك في وئام وحسن صحبه ، وفي زيارة لهما لمصر حضرا
إلى منزلي ، وسألتني زوجته أمامه عن حقوق الزوجة فسألتها أنا وقلت : ما السبب وقد مر على
زواجكما سنوات ؟ فقالت : زوجي فلان كان يجالسني ويكون بيني وبينه من الحديث وسائر الأمور ما يكون
بين الزوجين ، ومنذ شهرين فقط وبدون أسباب لم يتعامل معي كعادته الأولى ويقول لي : ليس لك عندي
سوى الكسوة والنفقة من الطعام . فنظرت إليه وهو يسمع حديثها وكأني استنطقه ، فقال : بيني وبينها
حديث النبي صلى الله عليه وسلم : يطعمها مما يطعم ويكسوها مما يلبس ، فهذا كل حقها عندي ، ونظر
إليها وقال : اسألها هل أنا قصرت معها في شئ من ذلك ؟ فقلت له :وعلى فرض أن ذلك للزوجة وليس
للخادم ، ما الذي حدث بينكما حتى سلكت معها هذا السلوك ؟ قال :لا شئ ولكن هذا شرع الله وموجب
عقد الزواج . قلت له : وهل من حقك بموجب الزواج أن تخدمك زوجتك وتخدم أولادك وضيوفك وتربي لك
الأولاد و....و...، فسكت وقال لي بلهجة أهل البلد العربي الذي يعيش فيه : أمال ايش الحديث يا أستاذ ؟
وجرى كلام طويل ليس في سرده كثير فائدة ، ولكن أهم ما ذكر قولي له : لقد حرمت نفسك واهلك
السعادة وظننت أن ذلك شرع لله وعباده بسبب إسقاط كلام الفقهاء على حالتك بلا فقه ، والأمر الآخر
الذي ذكر هو أنني علمت منه انه لم يحدث أي شئ من زوجته جعله يغير معاملته معها ، وان الذي غيره
هو سماعه لأحد العلماء في المسجد وهو يشرح الحديث . أيها الزوج الكريم : بعد هذا الجو الفقهي
المجرد هيا معا نستروح في ظل المعاشرة النبوية باختصار شديد الآن : فعن الصديقة بنت الصديق زوج
أفضل الخلق صلى الله عليه وسلم تحكي سلوكه في بيته تقول : ( كان يكون في مهنة أهله ) رواه
البخاري ، (( كان يخصف نعله ويخيط ثوبه ، ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته )) رواه احمد في
مسنده ورجال الصحيح . وعنها ( أرسل إلينا آل أبي بكر بقائمة شاة ليلا ، فا مسكت وقطع رسول الله
صلى الله عليه وسلم ) رواه احمد إذا الزوجة تعمل في البيت والزوج يتعاون ، وبلا ترفع ، وبكل سهولة و
يسر ، تسير الحياة في أجمل وئام . وانظر إلى عموم قولها رضي الله عنها : يعمل في بيته كما يعمل
أحدكم في بيته ، إقرار من المسلمات في حياة الصحابة ومعهم نبيهم ، وانظر إلى البساطة والكمالات
في قولها : فأمسكت وقطع رسول الله ، وهو من هو : نبي الله ، ورئيس دولة كل المسلمين ، وقائد
الجيوش الإسلامية وما أكثرها في ذلك الوقت وقاضي وحاكم المسلمين قي كل صلى الله خلاف بينهم ،
ومع ذلك يجد الوقت الثمين في خدمة ومهنة أهل بيته فما أعظمه من معلم ، وارفع مقامه في العالمين
صلى الله عليه وسلم. وما أدون وانقص من يترفع عن فعلٍ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله .
وادعوك أيها الزوج المسلم أن تبدأ إن لم تكن كذلك ، وتشارك برضا نفـس زوجتك بقليل من العمل ، واعتقد
أنها لن تدعك تفعل ، لأنها ستقدرك وتحترمك وتسارع هي في فعل الشئ ، ولكن وهي سعيدة جدا ،
وقد زال عنها كل التعب ، وعلمت أنـك تقدر خدمتها في البيت مجرد تقدير منك . و بعمل قليل تدوم لك
السعادة و تسلسل لك القيادة . | |
|