Admin Admin
المساهمات : 79 تاريخ التسجيل : 26/04/2008 العمر : 37
| موضوع: الضِلْع الأعوج الإثنين يونيو 09, 2008 6:12 am | |
| اتصل بي زوج حديث عهد بزواج يشتكي زوجته، ويريد حلاً لمشكلة قد أقلقته، حتى ملكت عليه زمام
تفكيره وضاق بها صدره، فلم يعد يعرف كيف يعالجها أو يخفف من حدَّتها، فقال: لقد ضاق صدري، وبدأت
أشعر بالنفور من زوجتي لحدَّة في طبعها وسورة غضب عندما أختلف معها.. ثم استرسل: ولا أُخفيك أن
فكرة الطلاق تراودني.. قلت: هل لها من حسنات؟ قال: نعم، فهي امرأة ذات دين وجمال، وربة بيت.. وراح
يسرد بعض صفاتها وحسن خلقها.. ثم قال: ولا أنكر عليها إلا هذه الحدة. قلت: من رام امرأة كاملة طلب
محالاً، وأراد أمراً مستحيلاً.، وقد قال صلى الله عليه وسلم: [كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء
إلا آسية و مريم] رواه البخاري، وعليه فإن الكمال في النساء قد أُهيل عليه التراب، وأصبح طالبه كمن يريد
إدراك السراب، وسيعيش في حسرة وعذاب، والأجدر بك أن تجعل نصب عينيك قوله صلى الله عليه
وسلم: [لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي آخر] في موازنة حكيمة عادلة، قال القاضي رحمه
الله: "و قوله صلى الله عليه وسلم: [لا يفرك] نفي في معني النهي، أي لا ينبغي للرجل أن يبغضها لما
يرى منها ما يكرهه، لأنه إن كره شيئاً رضي شيئاً آخر فليقابل هذا بذاك". ثم هاك مفتاحاً لسعادتك،
ووصية من مشكاة نبينا صلى الله عليه وسلم: [استوصوا بالنساء خيراً فإنهن خلقن من ضِلْع أعوج، وأن
أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء] متفق
عليه. قال الإمام النووي رحمه الله: "فيه الحث على الرفق بالنساء، والإحسان إليهن، والصبر على عوج
أخلاقهن، واحتمال ضعف عقولهن وكراهة طلاقهن بلا سبب، وأنه لا مطمع في استقامتهن".. والمقصد -
أخي الكريم- أنه ما لم يكن العوج في الدين، فوطن نفسك على تحملها والصبر عليها لأن ذلك أيسر عليك
من الصبر عنها والاستغناء عن الاستمتاع بها، ومع هذا كله، فإن تصحيح الخطأ ومعالجة النقص مطلوب
ولكن برفق وبحكمة. مازن الفريح | |
|